لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم؟
ليلة القدر، ليلة يتجلى فيها الإيمان وتتعانق فيها الروحانيات مع مظاهر العبادة، ليست فقط ليلة من ليالي العام بما تحمله من معانٍ روحية ودينية، بل هي ليلة تتجاوز في قدسيتها ومعانيها كل الأوقات. هذه الليلة التي أُنزل فيها القرآن الكريم، لها من الأهمية ما جعل لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين، فلماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم تحديدًا، وما الأسرار والحكمة من ذلك؟
معنى ليلة القدر
لفهم السبب وراء تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، يتوجب علينا أولاً النظر إلى معنى كلمة القدر في اللغة العربية. القدر تحمل معاني عديدة تنوعت بين الشرف والعظمة والقيمة، وكذلك تدل على التقدير والإحاطة والعلم. وعليه، فإن ليلة القدر تعتبر ليلة ذات قدر وشأن عظيم، وتقديراً واحتفاءً بقيمتها ومكانتها الروحية والدينية.
الأسباب وراء تسمية ليلة القدر
هناك عدة أسباب تشرح لنا لماذا خصصت هذه الليلة بمثل هذا الاسم الفريد:
تقدير المصائر
إن من أبرز معاني ليلة القدر هو أنها الليلة التي يقدر فيها كل أمر حكيم. يعتقد المسلمون أن الله يقدر في هذه الليلة مقادير الخلائق للسنة القادمة، من رزق وأجل وغير ذلك، وفق ما ورد في القرآن الكريم.
نزول القرآن
تميزت ليلة القدر بأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم، كاملاً من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، لتبدأ بعدها مرحلة تنزيله جزءًا جزءًا على قلب النبي محمد صل الله عليه وسلم عبر مدة ثلاث وعشرين سنة. ولهذا تعتبر هذه الليلة مباركة وفاصلة في تاريخ البشرية.
العبادة والتقرب إلى الله
ليلة القدر ليلة يغتنمها المسلمون للعبادة والدعاء والتقرب إلى الله، ابتغاءً للمغفرة والرضوان. فقد ورد في الأحاديث والسير أن فيها ساعة لا يرد فيها سائل، وأن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، مما يبرز مدى أهميتها وقدسيتها.
إذاً، ليلة القدر بهذا الاسم لكل هذه الأسباب والمعاني، لتكون ليلة تُحفر في الذاكرة الإسلامية بمداد من نور وبركة. إنها الليلة التي تجسد معاني القدر والتقدير في أسمى تجلياتها، تقدير الإنسان لربه بالعبادة والدعاء، وتقدير الخالق لعباده بالقبول والمغفرة وتقدير المصائر.