من هو ابن باز؟ نبذة عن حياة العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز، علم من أعلام الدين الإسلامي، ومنارة من منارات الفقه والعلم في العالم الإسلامي، يحظى باحترام وتقدير كبيرين بين أوساط العلماء والمسلمين على اختلاف مشاربهم وأقطارهم. وُلد في مدينة الرياض، السعودية في الثاني عشر من ذو الحجة عام 1330 هجريًا الموافق لعام 1912 ميلاديًا، وأمضى حياته في طلب العلم وتعليمه والفتوى، مخلفًا إرثًا ثقيلًا من العلم والمعرفة يستفيد منه الملايين حتى يومنا هذا.
حياته وتعليمه
توفي والده وهو في سن صغيرة، مما جعله يتحمل المسؤولية ويبدأ رحلته في طلب العلم مبكرًا. كان ابن باز يتمتع بذكاء ونباهة، مما سهل عليه مسيرته العلمية. بدأ تعليمه في حلقات المسجد، قبل أن يتلقى تعليمه الرسمي على يد عدة من أشهر علماء عصره، والذين ساهموا في تشكيل فكره ومنهجه الفقهي. حصل على إجازات في الفقه والحديث والأصول، مما أهله ليصبح أحد أبرز المراجع الفقهية في العالم الإسلامي.
مسيرته العلمية والعملية
تميزت مسيرة ابن باز بالجهد والتفاني في خدمة العلم والأمة الإسلامية، حيث شغل عدة مناصب هامة، من ضمنها رئاسة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، ورئاسة مجمع الفقه الإسلامي الدولي. ولعل أبرز مناصبه كانت مفتي عام المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، مما أعطاه ساحة واسعة لنشر علمه وفتاواه.
قام ابن باز بالعديد من الأعمال التي كان لها أثر بالغ في الحياة العلمية والدينية، فقد كان له دور كبير في تأسيس العديد من المؤسسات العلمية والتعليمية، وكذلك في تأليف العديد من الكتب والرسائل العلمية التي تعتبر مراجع أساسية في مسائل الفقه والعقيدة والحديث. كما كان معروفًا عنه اهتمامه البالغ بقضايا المسلمين ومشاركته الفعالة في المؤتمرات الإسلامية، وجهوده المستمرة في تعزيز الوحدة الإسلامية وحل الخلافات بين المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة.
إرثه العلمي
ترك ابن باز إرثًا ثقيلاً من العلم والمعرفة، شمل آلاف الفتاوى ومئات الكتب والرسائل في مختلف فروع العلم الشرعي. كان رحمه الله تعالى أثره عميقًا في نفوس طلبة العلم والعلماء الذين تخرجوا على يديه أو استفادوا من علمه. كما كان لقاءاته العلمية وجلساته الفقهية محطة مهمة للالتقاء بأبرز علماء عصره ونقاش القضايا الفقهية المعاصرة.
وفي الأخير، يُذكر ابن باز بأنه كان رحمه الله تعالى مثالًا للزهد والتواضع، والعطاء والتفاني في سبيل العلم والدين، وكرس حياته لخدمة الإسلام والمسلمين. توفي في الثالث عشر من مايو عام 1999 ميلاديًا، تاركًا إرثًا لا يزال حيًا في القلوب والعقول، ومثالًا يحتذى به في التفاني والإخلاص لدين الله الحنيف.