مقدمة
الصلاة عمود الدين وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، ولهذا يجب عليه أن يتعلم كيفية أدائها بالشكل الصحيح. في هذا المقال، سنسلط الضوء على كيفية أداء الصلاة خطوة بخطوة، مع التركيز على أهمية كل خطوة والأحكام المرتبطة بها. نسعد بمرافقتك في هذه الرحلة لفهم عميق وشامل لكيفية القيام بأهم فريضة في الإسلام.
النية
تبدأ الصلاة بالنية، وهي عزم القلب على أداء الصلاة المعينة. ينبغي على المسلم تحديد نوع الصلاة في نيته، سواء أكانت فرضاً أم نافلة. النية تكون في القلب، ولا يلزم التلفظ بها، وهي ما تميز الفعل العادي عن العبادي.
تكبيرة الإحرام
بعد تحقيق النية في القلب، يبدأ المسلم صلاته بتكبيرة الإحرام، وهي قول الله أكبر. عند التكبيرة، يرفع المصلي يديه موازية لأذنيه أو كتفيه، ويجب أن يكون موجهًا للقبلة. تكبيرة الإحرام تعتبر مفتاح الصلاة، وبها يدخل المصلي في حالة الصلاة ويحرم عليه فعل أي شيء خارج عن أفعال الصلاة.
قراءة الفاتحة
بعد التكبير، يتلو المصلي سورة الفاتحة، وهي ركن لا تصح الصلاة بدونه. يجب قراءة الفاتحة بتأني وخشوع، ملتزماً بأحكام التجويد قدر الإمكان. في الصلاة الجهرية (مثل الفجر والمغرب والعشاء) تقرأ الفاتحة جهرًا، بينما في الصلاة السرية (الظهر والعصر) تقرأ سرًا.
الركوع والسجود
بعد قراءة الفاتحة (وسورة أو آيات إضافية في الركعات الأولى)، يؤدي المصلي إلى الركوع مردداً سبحان ربي العظيم ثلاث مرات على الأقل، ويجب عليه في الركوع أن يكون ظهره مستويًا، ورأسه في مستوى ظهره تقريبًا، مع إمساك الركبتين باليدين. بعد الرفع من الركوع وقول سمع الله لمن حمده، يدخل المصلي في سجدتين، مع ترديد سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات في كل سجدة، ملامساً للأرض بالجبهة والأنف واليدين والركبتين وأطراف القدمين.
الجلوس بين السجدتين
بين السجدتين، يجلس المصلي جلسة الاستراحة ويسبح قائلاً رب اغفر لي، رب اغفر لي، قبل أن يعود إلى السجود للمرة الثانية.
التشهد والتسليم
في الركعة الأخيرة من الصلاة، يجلس المصلي لقراءة التشهد التحيات لله والصلوات والطيبات… ويتبعه بالصلاة على النبي ﷺ. بعد الانتهاء من الصلاة على النبي، يتم التسليم يمينًا ويسارًا بقول السلام عليكم ورحمة الله. التسليم يُعتبر إشارة لخروج المصلي من حالة الصلاة ويحل له بعدها ما كان حرامًا أثناء الصلاة.
خاتمة
إن أداء الصلاة بخشوع وتأمل وفهم عميق لمعانيها وأركانها يزيد من قيمة الصلاة وأثرها في قلب المسلم. يجب علينا كمسلمين أن نتعلم كيفية أداء الصلاة الصحيحة وأن نسعى لإتقانها لأنها مفتاح الجنة والوسيلة العظيمة للتقرب من الله سبحانه وتعالى. نرجو من الله أن يتقبل منا صلواتنا ويجعلها شفيعة لنا يوم القيامة.
