مقدمة عن صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة هي الصلاة التي يؤديها المسلم طلبًا للخيرة من الله سبحانه وتعالى في أمر ما يود القيام به أو تركه، حيث يسأل المؤمن ربه الهداية لأفضل الخيارات التي تجلب له الخير في دينه ودنياه. وقد وردت الإشارة إلى صلاة الاستخارة في الحديث الشريف الذي رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي قال فيه: إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل…، فهو دليل على تأكيد الشريعة الإسلامية على أهمية هذه الصلاة في مختلف مناحي الحياة.
كيفية أداء صلاة الاستخارة
الخطوة الأولى: النية
كما في جميع العبادات، يبدأ أداء صلاة الاستخارة بتصحيح النية في القلب، فالمسلم ينوي أداء ركعتين لله تعالى طلباً للخيرة في أمر معين يرغب في اتخاذ قرار بشأنه.
الخطوة الثانية: أداء الركعتين
بعد النية، يتوضأ المسلم ويؤدي ركعتين من غير الفريضة، يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الإخلاص. يمكن قراءة سور أخرى حسب ما يتيسر للمصلي، لكن الأفضل ما ورد في السنة.
الخطوة الثالثة: الدعاء بعد السلام
بعد الانتهاء من صلاة الركعتين والتسليم منها، يدعو المسلم بدعاء الاستخارة الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. يتضمن الدعاء طلب الخيرة من الله في الأمر المستخار فيه، وذلك بأن يسأل الله سبحانه أن ييسر له الخير حيث كان ثم يرضيه به. ويحرص على أن يكون قلبه معتمداً على الله تعالى ومستسلمًا لقضائه وقدره.
الخطوة الرابعة: اليقين بالإجابة وانتظار الفرج
بعد أداء صلاة الاستخارة وتلاوة الدعاء بإخلاص وتوجه، ينبغي على المسلم أن يثق في أن الله سوف يدله على الخير في الأمر الذي استخار فيه وأن يقبل بما يقدره الله له برضا. قد يلحظ المرء الإجابة على صلاته في فتح أبواب أو إغلاقها، أو في شعور داخلي يميل به نحو قرار معين، أو قد يكون في مشورة يتلقاها من شخص ذي عقل راجح ونية صادقة.
خاتمة
صلاة الاستخارة هي وسيلة تقرب المسلم من ربه، وتعبر عن توكله واعتماده على الله في اختيار الخير له في أموره كلها. فهي ليست مجرد صلاة ودعاء، بل هي تمرين روحي ونفسي يعزز الثقة بالله والرضا بقضائه وقدره. ويجدر بالمسلم أن يحرص على أداء هذه الصلاة عند كل حيرة أو اختيار مهم في حياته، ففي ذلك فلاح وبركة وتوجيه إلى ما فيه الخير والرضا.