من هي أول رائدة فضاء عربية؟
في العقود الأخيرة، شهدت مجالات العلم والتكنولوجيا تطورات هائلة أسهمت في تغيير ملامح حياتنا بشكل جذري، ومن بين هذه التطورات، حلم الفضاء الذي بات واقعًا ملموسًا يتيح للبشرية استكشاف آفاق جديدة خارج حدود كوكب الأرض. وفي هذا الإطار، اكتسبت فكرة إرسال رواد فضاء عرب إلى الفضاء الخارجي اهتمامًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، حيث برزت شخصيات عربية ملهمة قامت برحلات فضائية، لكن، قد يتساءل البعض، من هي أول رائدة فضاء عربية استطاعت أن تخطو هذه الخطوة العملاقة؟
للإجابة على هذا السؤال، لا بد لنا من التذكير بأن مفهوم رائد الفضاء قد تطور بمرور الوقت. في البداية، كان يقتصر على الأشخاص الذين يتم اختيارهم وتدريبهم بعناية من قبل وكالات الفضاء العالمية مثل ناسا (NASA) ووكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) ليقوموا بزيارات مأهولة للفضاء. مع ذلك، ومع تطور صناعة الفضاء وانفتاحها للقطاع الخاص والمبادرات الدولية، أصبح من الممكن لأشخاص آخرين من خلفيات متنوعة الوصول إلى الفضاء، سواء كجزء من مهام استكشافية أو كسياح فضائيين.
السعي نحو المعرفة والإلهام
عند البحث في سجلات الرحلات الفضائية، لم نجد حتى لحظة كتابة هذه السطور اسم رائدة فضاء عربية قد أكملت مهمة فضائية بالمعنى التقليدي لكلمة رائد فضاء كما يتم تصوره في المهام المأهولة لوكالات الفضاء الكبرى. ومع هذا، فإن هذا لا ينفي أن هناك العديد من النساء العربيات اللواتي يعملن بجد وإخلاص في مجالات متعلقة بعلوم الفضاء والتكنولوجيا، ويسهمن في تعزيز فرص حصول العرب على مقعد بين النجوم.
وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة قد اتخذت خطوات جبارة في هذا المجال من خلال برنامجها لرواد الفضاء، الذي يسعى لإرسال مواطنين إماراتيين إلى الفضاء كجزء من مساعي الدولة لتعزيز وجودها في عالم الفضاء الدولي. وقد تم اختيار الرائدة نورا المطروشي في العام 2021، لتكون جزءًا من فريق الرواد الإماراتيين، وهي بذلك تمهد الطريق لتصبح أول رائدة فضاء عربية تشارك في مهمة فضائية، الأمر الذي يجعلها مصدر إلهام للشباب العربي، وخصوصًا النساء الطامحات لدخول هذا المجال.
إن جهود نورا المطروشي وانضمامها لفريق رواد الفضاء الإماراتي يعد خطوة كبيرة نحو تحقيق التواجد العربي في الفضاء، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام المزيد من النساء العربيات ليتبعن خطاها. ومن المهم أن ندرك أن الطريق إلى الفضاء ليس سهلاً، ويتطلب الكثير من العمل الشاق، والتفاني، والدراسة الدقيقة. ولكن، من خلال دعم المجتمعات للمرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك علوم الفضاء، يمكن للمزيد من الحلمات باللحاق بالنجوم أن يصبحن جزءًا من هذا العالم المبهر.
خاتمة
في الختام، ومع أننا لم نشهد بعد إطلاق أول رائدة فضاء عربية في مهمة فضائية تقليدية، فإن الطموحات العربية تجاه الفضاء تتزايد، والإمارات العربية المتحدة أظهرت بوضوح أن الحلم يمكن أن يصبح حقيقة. نورا المطروشي، بوصفها أحد الأعضاء في فريق رواد الفضاء الإماراتي، تمثل نقطة تحول في هذه الرحلة الطموحة. وباستمرار الدعم والتشجيع، لا شك أننا سنرى قريبًا المزيد من الإنجازات العربية في عالم الفضاء، وستحفر أسماء رواد فضاء عرب، رجالًا ونساءً، في التاريخ.